قال: "ومنها: أنه أمر عباده أن يصلوا على أهل هذا البيت" من خصائص هذا البيت: أنه سبحانه وتعالى أمر عباده أن يصلُّوا على أهل البيت، فتعبد الله الناس جميعاً بأن يصلوا على آل إبراهيم، وكل من يصلي من عباد الله فهو متعبد بأن يصلي على آل هذا البيت الطاهر في صلاته، وفي ذلك من المزية والفضل ما ليس لأحد من بيوت العالمين، فما من عبد صالح يصلي لله تعالى إلا وهو مأمور بأن يصلي على آل هذا البيت الطاهر، بيت إبراهيم عليه السلام، وبيت محمد صلى الله عليه وسلم، وفي هذا فضل عظيم، وتذكير لكل من يصلي بأن يظل على ما كان عليه أهل هذا البيت، وعلى ما دعا إليه إبراهيم عليه الصلاة والسلام، وعلى ما يدعو إليه محمد صلى الله عليه وسلم من توحيد الله تعالى، وإفراده بالعبادة، وطاعته، والاستسلام والانقياد له، كما انقاد له الخليلان انقياداً تاماً، فلم يشركا مع الله تعالى شيئاً، ولم يكن في قلبيهما شيء يزاحم حب الله تعالى، ولهذا كانا خليلي الرحمن. "إلى غير ذلك من الخصائص" وهي خصائص كثيرة وعظيمة، وفيما ذكرنا هنا كفاية.